الذكريات .. لوحات نرسمها ونحن صغار، ثم إذا كبرنا، لا نملُّ من النظر إليها، نسماتٌ من الأمل، وعبير من لذة الحياة يعاودني كلما جلست أتأمل ذكرياتي الماضية..
ذكريات الطفولة عندما كنتُ أسألُ دائمًا عن المدرسة ما هي؟
ذكريات العتبة الأولى في المدرسة.. عندما تلتفتُ وتودع أباك باكيًا أو خائفًا .. داخلًا إلى العالم الجديد…
ذكريات النوم على ساعد الوالدة، والاستماع إلى قصص الجدة، وهي تحكي قصصًا خيالية، جميلة بريئة رائعة ..
شريط طويلٌ من الصور، نعبر عنه دائمًا بالذكريات..
كل موقف منه بحاجة إلى تأملات، تذوب في عالمٍ آخر، تشاهد تلك الأيام، يمرُّ عليك منظرٌ فتبتسم، وآخر فتذرف دمعة، هكذا هي الذكريات …
جميلة دائمًا .. مؤلمة أحيانًا ..
إن كان صديق الذكريات قد رحل، كانت تلك الذكريات أليمة أليمة .. لأنك تنتقل منها إلى ذلك الشخص، تتفكر في ضحكاته، تتأمل في كلامه، تشاهد أيامك وأيامه، قبل الفراق ..
جسدان فرّق بينهما القدرُ، حبيبان لا تجمعهما صورةٌ مرة أخرى، هكذا أصبح وحيدًا، بعد أن كانت الحياة لا تسعهما حبًا ..
وإن كان الراحل أحدُ الوالدين، بقيت تنظر إلى تلك المشاهد من وراء الدمع، هكذا .. هي الذكريات ..
وفي كلِّ قلب آلاف من تلك الذكريات، بل ملايين من الصور لا تحتاج إلا إلى تأمل لحظة فإذا بها تعرض فلمًا من ألذ، أو آلم الأفلام ..
الحديث طويل وطويل عن تلك الحياة الماضية، وأردت أن أعيش فقط لحظة، لا أزيد، لأن لذة اللحظة تذهب ألم الساعة …
موقع الدكتور: فهد مبارك الوهبي